وضوح الهدف دون شكٍ أو لبس
لاشك أن من سمات الإنسان الناجح الذي يرسم هدفاً واضحاً في حياته هي ثباته وقوته في تحقيق هدفه الذي يرجوه، لاسيما إن كان ذلك الهدف متوافق مع تعاليم ديننا الإسلامي العظيم أو كان هدفاً من شأنه نشر الدعوة الإسلامية.
الرسول محمد
" صلى الله عليه وسلم " كان هدفه الأسمى أن ينشر دعوة الله تبارك
وتعالى؛ ليضيء عتمة هذا الكون وليُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة
العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعةِ الدنيا والآخرة، يدعوهم
لعبادة الله وحده لا شريك له.
ولاقى
حبيبنا " صلى الله عليه وسلم" منذ اللحظةِ الأولى التي بدأ فيها دعوته
المباركة إلى الله تعالى الكثير من الأذى والعذاب والآلام من كُفارِ قُريش، ومن
جهةٍ أخرى أيضاً قدموا له العروض المغرية المختلفة؛ ليعزف عن أمر الدعوة إلى الله.
ومن ضمن
العروض التي قدمها كفار قريش إلى النبي " صلى الله عليه وسلم"، أن يعبد
آلهتهم سنة ويعبدوا إلهه سنة، فكان رد الذي لا ينطق عن الهوى " صلى الله عليه
وسلم"، ما جاء في سورة الكافرون :" قل يا أيها
الكافرون لا أعبد ما تعبدون ".
فوضوح هدف
حبيبنا " صلى الله عليه وسلم"، دون شكٍ أو لبس جعله لا يفكر لو للحظة في
شأن هذا العرض البائس.
ثَبِتَ
الهادي البشير " صلى الله عليه وسلم " على وضوح هدفه وغايته حتى أكرمه
الله تعالى بنصرٍ كبير، وانتقل من دعوةٍ سرية إلى دعوة صدحت بها أرجاء المشارق
والمغارب، ومن تبعية قلة مستضعفة إلى دولةٍ إسلاميةٍ كبيرة.
ولا أعتقد
أنني سأجد مثالاً أعظم وأرقى وأفضل من سيرته " صلى الله عليه وسلم" إن
أردت الحديث عن وضوح الهدف والثبات عليه.
بقلم/ مصطفى ستيتان